بسم الله الرحمن الرحيم
{أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}
صورة تخيليه للأمام الرفاعى
قال الامام احمد الرفاعي رضي الله عنه :
(طريقي دين بلا بدعة، وعمل بلا كسل، ونية بلا فساد،
وصدق بلا كذب، وحال بلا رياء.)
قال الامام احمد الرفاعي رضي الله عنه :
(عليكم بذكر الله فان الذكر مغناطيس الوصل وحبل القرب ،
من ذكر الله طاب بالله ومن طاب بالله وصل الى الله).
قال الامام احمد الرفاعي رضي الله عنه :
“مرغ خدك على التراب و افرش جنبيك على الباب
و لا تعتمد على عملك و الجأ الى رحمته تعالى
و قدرته و تجرد منك و من غيرك علك تلحق باهل السلامة “
قال الامام احمد الرفاعي رضي الله عنه :
(( يا أخى أخاف عليك من الفرح بالكرامة وإظهارها ،
فإن الأولياء يستترون من الكرامة
كما تستتر المرأة من دم الحيض )) .
( البرهان المؤيد : 81 -82 ، المعارف المحمدية : 10 ) .
قال الامام احمد الرفاعي رضي الله عنه :
(( من أظهر كرامةً فهو مدع )) .
( القلادة : 347 ، تنوير الأبصار : 37 ) .
قال الامام احمد الرفاعي رضي الله عنه :
(( واحذر الفرقة التي دأبها تأويل كلمات الأكابر والتفكّه بحكاياتهم وما نسب إليهم فإن أكثر ذلك مكذوب عليهم . وما كان ذلك إلا من عقاب الله للخلق لما جهلوا الحـق ، فابتلاهـم الله بأناس من ذوي الجرأة السفهاء … وسلط أيضاً أناساً من أهل البدعة والضلالة : فكذبوا على القوم وأكابر الرجـال وأدخلوا في كلامهم ما ليس منه . فتبعهم البعض فألحقوا بالأخسرين أعمالاً )) .
( الكليات الأحمدية : 122-123 ) .
قال الامام احمد الرفاعي رضي الله عنه :
من نهىٍ عن البدع ، والاستغاثة بغير الله ، كقوله :
(( ومن لم يزن أقواله ، وأفعاله ،
وأحواله في كل وقت بالكتاب والسنة ،
ولم يتهم خواطره ، لم يثبت فى ديوان الرجال )) .
( حِكَم الرفاعي ، 21 ) .
كما يذكر في كتابه
(( حالة أهل الحقيقة مع الله )) :
أن الله غضب من أحد الزهاد لما أراد أن يستغيث بغيره، وقال له :
(( أتستغيث بغيري وأنا الغياث )) . ( 121،122
قال الامام احمد الرفاعي رضي الله عنه :
إيـَّاكَ مِنَ الحسَد والكَذِب ولا تُعَوّد نفسَكَ على هذِهِ الخِصَالِ قطعًا، واغضُض طرفَك عنِ النَّظَرِ إلى أعراضِ النَّاس، وحاسِب نفسَكَ في كلّ يومٍ واستغفِر اللهَ كثيرًا وكُنْ طبِيبَ نفسِكَ ومُرشِدَهَا ولا تغفَل عن حِسَابِ نَفسِك، وإيـَّاكَ مِنَ الاشتِغَالِ بِحَظِّ النَّفس وإيـَّاكَ والظُّهور فالظُّهورُ يَقسِمُ الظُّهور.
من حكم وأقوال الامام احمد الرفاعي رضي الله عنه :
* لفظتان ثلمتان في الدين:القول بالوحدة والشطح المجاوز حد التحدث بالنعمة.
* كل حقيقة خالفت الشريعة فهي زندقة.
* علامة العارف: كتمان الحال, وصف المقال, والتخلص من الامال.
* الشيخ ظاهره الشرع وباطنه الشرع.
* الشيخ من اذا نصحك أفهمك, واذا قادك دلك , واذا أخدك نهض بك.
* الشيخ من يلزمك الكتاب والسنة, ويبعدك عن المحدتة والبدعة.
* الطريقة الشريعة, لوث هده الخرقة كذاب قال: الباطن غير الظاهر! العارف يقول: الباطن باطن الظاهر, وجوهرة الخالص.
* لا تجعل رواق شيخك حرما وقبره صنما وحاله دفة الكدية.
* الرجل من يفتخر به شيخه, لا من يفتخر بشيخه.
* ظن بعض الجهلة أن هذه الطريقة تنال بالقيل والقال, والدرهم والمال, وظواهر الاعمال! لاوالله, انما نيلها بالصدق والانكسار, والذل والافتقار واتباع سنة النبي المختار وهجر الاغيار.
* واياك ورؤية الفعل في العبد حيا كان أو ميتا, فان الخلق كلهم لا يملكون لأنفسهم ضرا و لا نفعا .نعم خد محبة أحباب الله وسيلة الى الله ,فان محبة الله تعالى لعباده سرمن أسرار الألوهية يعود صفة للحق, ونعم الوسيلة الى الله سر ألوهيته, وصفة ربوبيته.
* الفقير (الصوفي) إذ انتصر لنفسه تعب وإذ اسلم الأمر إلى الله تعالى نصره من غير عشيرة ولا أهل.
* العلم شرف في الدنيا وعز في الآخرة.
* ليست النائحة الثكلى كالنائحة المستأجرة.
* دفتر حال الرجل أصحابه.
* رب عثرة أوصلت الحفرة، رب علم
ثمرته الجهل ورب جهل ثمرته علم.
* من تطاول على الخلق قصر عند الخالق
ومن تعالى على العباد سقط من عين المعبود.
* الاطمئنان بغيره تعالى خوف والخوف منه اطمئنان من غيره.
*الصوفي من صفا فلم ير لنفسه على غيره مزية.
* علامة العارف: كتمان الحال وصحة المقال والتخلص من المال.
* الدنيا والآخرة بين كلمتين: عقل ودين.
* العلم ما رفعك عن رتبة الجهل وأبعدك عن منزل العزة وسلك بك سبيل أولي العزم.
* الشيخ من إذا نصحك أفهمك وإذا قادك دلك وإذا أخذك نهض بك.
* الشيخ من يلزمك الكتاب والسنة ويبعدك عن المحدثة والبدعة.
* القرآن بحر الحكم كلها ولكن أين الأذن الواعية؟
* ما شم رائحة المعرفة من افتخر بابيه وأمه وخاله وعمه وماله ورجاله. ليس عند الله على شيء من رأى نفسه.
* لو عبد الله العابد بعبادة الثقلين وفيه ذرة من الكبر فهو من أعداء الله وأعداء رسول الله صلى الله عليه وسلم.
* ثلاث خصال من كن فيه لا يكون وليا إلا إذا طهره الله منهن: الحمق والعجب والبخل.
* من اخذ الناس بقوته القاهرة ترك في قلوبهم الضغائن عليه كيف كان. ومن اخذ الناس بانكساره ترك
في قلوبهم الاعتراف له عزّ أو هان.
* نعم الرفيق في بلاد الله تقوى الله ونعم المراح الإخلاص.
* لن يصل العبد إلى مرتبة أهل الكمال وفيه بقية من حروف أنا.
* كل الكمال ترك الأغيار وطرح الاستبشار بحوادث الأكوان، والذل لكسوة الفناء بين يدي الحي الذي لا يموت.
* لا تجعل رواق شيخك حرما وقبره صنما وحاله دفة الكدية.
* الرجل من يفتخر به شيخه لا من يفتخر بشيخه.
* من أصم أسماعه عن أصوات الأغيار سمع نداء
(لمن الملك اليوم)
فنزل عن فرس: كذبه وعجبه وأنانيته وحوله وقوته
ووحدته وانقهر في مقام عبوديته.
* إذا رأيت الرجل يطير في الهواء فلا تعتبره
حتى تزن أقواله وأفعاله بميزان الشرع.
* إياك والإنكار على الطائفة في كل قول وفعل:
سلم لهم أحوالهم إلا إذا ردها الشرع فكن معه.
* التكلم بالحقائق قبل هجر الخلائق من شهوات النفوس.
ومن أقوال الامام احمد الرفاعي رضي الله عنه :
غَايةُ الْمَعْرِفَةِ باللهِ الإِيْقَانُ بِوُجُودِهِ تعالَى بلا كَيْفٍ ولا مَكَانٍ
معناهُ مَعْرِفَةُ اللهِ اعتِقَادُ أَنَّهُ ليسَ جِسمًا لَطِيفًا ولا جِسْمًا كَثِيْفًا. ولا هو حَجْمٌ
صَغِيرٌ ولا هو حَجْمٌ كبيرٌ. لا يُوصَفُ بكِبَرِ الحجمِ ولا بصِغَرِ الحجمِ. المخلوقُ يُوصَفُ. المخلوقُ منهُ ما هو صغيرٌ جدًا مثلُ حبةِ الخردلِ، ومنهُ ما هو أكبرُ منهَا كحبةِ السِمْسِمِ، ثُمَّ مَا هُو أكبرُ مِنَ ذلكَ إلى أنْ انتَهَى كِبَرُ الحَجْمِ في المخلوقِ إلى العرشِ. ما خَلَقَ اللهُ أَكبرَ حَجْمًا مِنَ العَرْشِ. والعرشُ خَلَقَهُ لِيَكُونَ كعبةً للملائكةِ الذينَ هناكَ حولَ العرشِ، كما نَحْنُ نستقبلُ الكَعبةَ التي بِمَكَّةَ ونَطُوفُ بِهَا. كذلكَ هم يَطُوفُونَ بالعَرْشِ. مِنْ كَثْرَتِهِم يُحِيطُونَ بالعَرشِ، مِنْ كَثْرَةِ عَدَدِهِم
قال الامام احمد الرفاعي رضي الله عنه :
كما جاء في البرهان المؤيد
عاملوا الله بحسن النيات واتقوه في الحركات والسكنات وصونوا عقائدكم من التمسك بظاهر ما تشابه من الكتاب والسنة لأن ذلك من أصول الكفر قال تعالى فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله .
والواجب عليكم وعلى كل مكلف في المتشابه الإيمان بأنه من عند الله أنزله على عبده سيدنا رسول الله وما كلفنا سبحانه وتعالى تفصيل علم تأويله قال جلت عظمته وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا.
فسبيل المتقين من السلف تنزيه الله تعالى عما دل عليه ظاهره وتفويض معناه المراد منه إلى الحق تعالى وتقدس وبهذا سلامة الدين .
قال السيد أحمد الرفاعي في البرهان المؤيد ما هو بحروفه
(( أي أخي))
أنت غير ونفسك غير وغيرك غير كلما أدركه بصرك واختلج بشكله
وكيفيته سرك فهو غير ربنا لا تكيفه الأفكار ولا تدركه الأبصار
(( أي أخي))
أخاف عليك من الفرح بالكرامة وإظهارها,
والأولياء يستترون من الكرامة كاستتار المرآة من دم الحيض
((أي أخي))
الكرامة عزيزة بالنسبة إلى المكرم ليست بشيء بالنسبة لنا لأن هذا الإكرام لما ورد من باب الكريم عظم وعز وتلقته القلوب بالإجلال ولما تحول لفظ النسبة إلى العبد هان الأمر واستتر الكامل من هذه النسبة التي تحول أمرها من باب قديم إلى باب حادث خيفة من استحسان النسبة الثانية فإن قبولها سم قاتل كلنا عار إلا من كساه كلنا جائع إلا من أطعمه كلنا ضال إلا من هداه ليس للعاقل إلا قرع باب الكرم في الشدة والرخاء المخلوق ضعف عجز فقر حاجة عدم محض, أكرم الله أحبابه المتقين وأظهر على أيديهم الخوارق وأيدهم بروح من عنده ورفع منارهم فاشتغلوا به تعالى عن كل ذلك خافوا الله فأسكنهم جنة قربة وأكرمهم إذ نزلوا به بالنظر إلى وجهه الكريم
{وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ
عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى}
(النازعات40)
قال سيدي وشيخي الإمام أحمد الرفاعي رضي الله عنه حين سئل عن السماع :
أي سادة ! السماع سر ما وصل إليه الا القليل من العارفين وخص الله به أقواماً استذلهم الخلق فاستقبلهم الحق واظهرهم على ما يصل إليه كثير من أهل الإجتهاد إلا بالعناية القديمة وذلك لاجل نظره سبحانه إلى استحقار الخلق لهم وكسر قلوبهم وذل أنفسهم فاسمعهم القول باسماع القلوب عن بساط القرب من غير حضور النفس فمنهم من سمع باذنه ومنهم من سمع بقلبه ومنهم من سمع بسره ومنهم من سمع بروحه لهم في كل صورة مليحة وحركة لطيفة حظ من اوراد الغيب وكذلك في كل هبوب ريح لذة فهم والهون حيارى مفتقرون اسارى خاشعون سكارى لهم في وقت السماع حنين وأنين لأنهم يسمعون بقلوب رقيقة خالية من الأكدار قد أُضرمت في قلوبهم نيران الإشتياق ولهبات الأحزان فأحرقت كليتهم من غير أن يعلم المستمعون أي شيء اصابهم لا يعرف حالهم غير مولاهم الذي ابلاهم فباطنهم محترق بالله وظاهرهم محفوظ مع الله فساعة تراهم وقد نزلت عليهم السكينة وساعة معذبين محزونين وساعة متلذذين مسرورين فواحد يصرخ وآخر يرقص وآخر يبكي وآخر يطرب فحالهم لا يعرفه إلا أهل المعرفة والصفاء والذين ماتوا قبل الف موتة وباتوا ليلة جياعا وليلة عطاشا وليلة دهاشا احترقوا بنار الجحيم الف مرة وحيوا الف حياة فلا يعرفهم إلا أمثالهم .
ثم قال رضي الله عنه : اعلموا أن السماع للألحان
مباح لقول رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم :
( حسنوا القرآن بالصوت الحسن )
وذكر حديث عائشة رضي الله عنها يوم العيد وقال ولهذا صار السماع مباحا ولا سيما بالألحان الطيبة والأشعار المستلذة ما لم يعتقد الشيخ المستمع محظورا ولم يكن مذموما في الشريعة ولم ينخرط في سلك الهوى ولم ينجز بزمام اللهو فقد سمع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ، الأشعار حين أنشدت بين يديه أحسن استماع فإذا جاز استماع الأشعار بغير الألحان الطيبة فلم يمنع جوازها بالألحان الطيبة ولا سيما سماع الألحان يوفر الرغبة في الطاعات ويرفع إلى ما اعد الله لعباده من الدرجات ويحمل المستمع على التحرز من الزلات ويؤدي إلى صفاء الواردات .
ثم قال رضي الله عنه :
اي سادة ! السماع على ثلاثة أوجه :
الأول منها سماع المريدين والمبتدئين يستديمون
بذلك الأحوال الشريفة ويخشى عليهم بذلك الرياء
الثاني سماع الصديقين الصادقين يطلبون الزيادة
في أحوالهم ويسمعون بذلك ما يوافق لقبولهم .
الثالث سماع أهل الإستقامة من العارفين فهولاء لا
يختارون على الله فيما ينزله على قلوبهم من الحركة والسكون .
ثم قال رضي الله عنه :
أي سادة ! اخبر العزيز سبحانه عن السماع في الكتاب المجيد نبيه محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بقوله تعالى :
(( فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ ))
{15} سورة الروم ))
قيل يسمعون وقال ابن عباس رضي الله عنهما ،
في تفسير هذه الآية إذا كان يوم القيامة
ودخل اصحاب الجنة الجنة واصحاب النار النار ،
أمر الله تعالى مناديا ينادي يا داود ،
إرق على كرسيك واسمع الناس ساعة ليستريحوا
من شدة تعبهم فيصعد داود عليه الصلاة والسلام
على كرسيه فيقرأ لهم ويسمع الناس اصواته الطيبة
واطرابه المستلذة فيصعد المحبون إلى سطوح قصورهم
فهذا يصرخ وهذا يبكي وهذا يقول الله الله
وهذا هو هو وهذا أنت أنت فيقول الله تعالى للملائكة
يا ملائكتي اما ترون المحبين في سماعهم فيبلغ
أهل النار اصواتهم وصياحهم وضجاتهم فيقولون
ماذا وقع فيقال لهم المحبون في سماع المحبوب
في روضة عدن ، فيصيح أهل النار واحسرتاه
اولئك في السماع ونحن في الإنقطاع اولئك
يحبرون في الرياض ونحن نقتل بصولة الاعراض ،
وقال مجاهد في روضة يحبرون ان السماع
من الحور العين باصوات مطربة والحان طيبة ،
يقلن :
نحن الخالدات فلا نموت أبداً نحن الناعمات
فلا نلقى بؤساً نحن زوجات المؤمنين نحن خادمات المحبين .
وقال رضي الله عنه :
إن الله تعالى قد أباح السماع لبعض عبيده ،
وخواصه من خلقه بدليل
قوله تعالى :
(( يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ))
انهم سمعوا القول ولكن قصدوا المراد
وقال الله تعالى :
(( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ
وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى ))
فسمع من سمع بلا حد ولا رسم ولا صفة فبقيت
حلاوة السماع فيهم تتردد فلما خلق الله آدم
وكونه واظهر ذريته إلى الدنيا ظهر ذلك السر
المكنون فيهم فإذا سمعوا حنوا إلى ذلك النداء فهم
العارفون بالله تعالى في الأزل المتحابون فيه من أجله
وقوله تعالى :
(( فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ ))
قيل هو السماع في الجنة ،
والسماع موجود في طبع كل موجود وكل ذي روح
وتسمع روح كل جنس بطبعها وتعمل فيها النغمة حتى
أن الطفل إذا سمع طرب ونام وكذلك الجمال
إذا حدى لها سارت وبلغنا عن أبي عبد الله المغربي
رضي الله عنه أنه قال :
أهل السماع خلقهم الله من نور بهائه
وخلق مثلهم سبعين الف ملك من الملائكة المقربين
قد اقامهم الله تعالى بين العرش والكرسي
في حضرة القدس لباسهم الصوف الأخضر
ووجههم كالقمر ليلة تمامه لهم كشعور النساء
وهم قيام متواجدون والهون منذ خلقهم الله تعالى
إلى أن ينفخ في الصور يسمع بكائهم وأنينهم
وفجعهم وحنينهم أهل السماوات السبع والأرضين
ونقل عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أنه قال :
( لما هبط آدم عليه السلام الى الأرض بكى ثلاث
مائة سنة فاوحى الله تعالى اليه يا آدم مم بكاؤك
ومم جزعك فقال يارب لست ابكي شوقا إلى جنتك
ولا خوفا من نارك وإنما بكائي شوقاً إلى الملائكة الصوفية
المتواجدين حول العرش سبعين الف صف جرد
مرد يرقصون ويتواجدون حول العرش يدورون
يد كل واحد منهم بيد صاحبه
وهم يقولون جلَّ الملك ملكنا لولا الملك هلكنا
من مثلنا وأنت الهنا ومن مثلنا وأنت حبيبنا
ومستغاثنا وذلك دأبهم إلى يوم القيامة قال
فأوحى الله تعالى إليه يا آدم ارفع رأسك
وانظر إليهم قال فرفع رأسه إلى السماء فنظر
إلى الملائكة وهو يرقصون حول العرش
وجبريل رئيسهم وميكائيل قوالهم فلما رآهم سكن
روعه وأنينه وبكاؤه وحنينه وما خلق الله تعالى
في خلق السماوات والأرض صوتا الذ من صوت
اسرافيل عليه السلام فإذا قرأ في السماء
قطع أهل السماوات السبع ذكرهم وتسبيحهم
ثم أنشد رضي الله عنه :